الاثنين، 7 مارس 2011

Blog title...

رؤيتي للجماعة والوطن
اتصور ان الوقت قد حان لجماعة الاخوان المسلمين أن تتخذ قرارات تاريخية شجاعة تأخر الاخذ بها سنين عديدة بسبب الانظمة القمعية السابقة، وها قد تهيأت الظروف تماما بودون أي ضغوط خارجية لاحداث التغيير المطلوب مما قد يعد هو فرض الوقت بالنسبة لجماعة بهذا الحجم الكبير والمؤثر، فاليوم هو وقت القرارات الاستراتيجية المصيرية التي ترسم المسار وتحدد الوجهة

وتتمثل اهم هذه القرارات فيما يلي

1. التاكيد علي تعريف الجماعة للداخل والخارج علي انها جماعة اسلامية دعوية تربوية عالمية تهدف الي نهضة الشعوب الاسلامية واصلاح جميع مناحي حياتها (روحيا- ثقافيا-بدنيا-اجتماعيا-اقتصاديا-سياسيا)، وبحسب التعريف الرائع للامام المؤسس (روح يسري في جسد هذه الامة فيحييها بالقرآن)

2. تبني المفهوم القائل ان شمولية الفكرة لا تعني شمولية التنظيم وهو ما يعني ان الجماعة تمارس الدعوة الي تبني قيم الاسلام في المجتمع وتربي افرادها علي ذلك وتبث فيهم الروح الاصلاحية ليقوم الافراد بعد ذلك بأدوارهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية من باب الخلافة في الارض و تعميرها والاصلاح فيه كل حسب ما يريد ويجيد من خلال آلاف من المؤسسات المدنية التي ينخرط فيها أفراد المجتمع للنهوض بالوطن و صناعة المستقبل المشرق، وفي ذات الوقت تكون هذه المؤسسات رغم استقلاليتها التامة عن جماعة الاخوان هي خير معبر عن روح فكرتهم الاصلاحية، وبذا يتحقق منهج الاخوان التغييري القائل نقود المجتمع الي التغيير ولا ننوب عنهم فيه، و تكون الجماعة قد سايرت الميراث البشري الراسخ القائل بوجوب التخصص حتي يتحقق النجاح.

3. لا يخرج حزب الحرية والعدالة الذي تقرر انشاؤه عن هذه القاعدة فهو حزب منفصل تماما عن الجماعة يشارك فيه من يريد من المصريين، ويتنافس مع غيره من الاحزاب السلامية وغير الاسلامية علي تنفيذ البرامج الاصلاحية المختلفة، وهنا تصبح الجماعة مثل المظلة الاسلامية الوطنية التي ترعي وتتفاوض مع جميع مؤسسات المجتمع المدني لصالح الامة ويعتبر افرادها كتلة حرجة كبيرة في المجتمع يسعي الجميع لخطب ودها واحترام الرأي العام الذي تقوده دون ان تنخرط في عمل حزبي تنافسي يجلب عليها الضغائن والاحقاد وصراع المصالح الذي يميز أي عمل سياسي.

4. هذه الرؤية تضمن انطلاق طاقات الاخوان رجالا ونساء في النشاط الاصلاحي النهضوي التعميري دون ان يقوم مجلس ادارة واحد مهما بلغت كفاءته في ادارة هذا العدد الضخم في مؤسسة واحدة تنشغل بجميع الانشطة، وهو ما ثبت واقعيا صعوبته الهائلة.

5. وفق هذه الرؤية يكون قد حان وقت ان تكون الجماعة علنية تماما في هياكلها ومقراتها واتصالاتها مما يتيح لها الفاعلية والانطلاق والنمو كجماعة دعوية تربوية مثلها مثل باقي تجمعات المجتمع ولا استثناء.

ليست هناك تعليقات: